الشاعرة هدنا ميعاري : لا أستطيع الانسلاخ عن القصيدة العمودية الكلاسيكية فهي الجذور الضاربة في روح الشاعر

حاورتها/ هيام عبيد

 

 

 

                                                                                         

 

 

في بوصلة الشعر الفلسطيني مرفأ لابد أن ترسو نحوه القصائد ، وضيفتنا الشاعرة (هدنا ميعاري) ثمة ما يُشير إلى هذا المعنى ، فكل مفردة منها تتصل بالواقع بكل مسمياته لتكتمل من خلاله الصورة الشعرية ويتحقق بينهما الأندماج اللغوي والوصف ايما اندماج ليكشف لنا عن أبعاد مفرداتها في جوانبها الحقيقة والتي تسعى من خلالها إلى إيصال دالة معرفية إلى المتلقي ، وهذا المنحنى غالبًا ما يؤكد عليه النقاد لتوطيد العلاقة ما بين الشاعر ومفرداته إلى أبعد غاية ومعنى لتحاكي ماهو كائن ومحاكاة ما يمكن أن يكون.
(جريدة العراقية الحرة) كان لها حوار معها لنغوص في أعماق قصائدها العذبة.
الشعر له نوافذ وأعراض متعددة النوع الذي تتميزين به؟
_بالطبع الشعر له أشكال وأعراض متعددة تباينت حسب تطور العصر، وقد أجدني في دراستي للشعر قد نهلت من كل نبع قطرة حتى استقرت ذائقتي على قصيدة التفعيلة حيث أجد رؤيتي تتحقق من خلالها أكثر نظرًا لأتساع إمكانتها ورحابة معطياتها ، وإن كنت لم أستطع الانسلاخ عن القصيدة العمودية الكلاسيكية فهي الجذور الضاربة في روح الشاعر.
* أي واقع يشدك في كتابة الروايات الكتابة الواقعية أم الخيالية؟
_ أما عن الرواية فأنا شديدة الارتباط بالواقعية وربما كان مرجع هذا إلى يقيني أن واقعنا الذي تعيشه أمتنا أكثر إلحاحا وأحقية للتعبير عنه وطرحه كتوثيق لمرحلة استثنائية جدا في تاريخنا القديم والحديث لذلك إن أجيز لي القول فأنت أنتمي للرواية الواقعية.
* استراحة مع حروفك ماذا تختاري لنا؟
– القصيدة القريبة إلى نفسي والتي أعتبرها هي وأخريات بمثابة استراحة للروح :
(دانتيل الصباح)
لي ساعة الصبح الجميلة
وغناء عصفور
ولي ورد على أحوال شرفتنا
ولي شمس تميل ولي خميلة
ولي صوت الذي أهواه يأتيني
فتردد الروح الشريدة ما يقوله
أدعوك يا عطري لتسبح
خلف سور حديقتي
وفضاء أحزاني الطويلة
* اعلامية ومسؤولة الثقافة في أسر فلسطينية وطن ، ومن قلب المسؤولية حدثينا عن هذا الاتجاه؟
_في ضوء ما سبق تسعى المبادرة إلى تحقيق ما يلي من الأهداف منها ، دعم نقاء الأسرة الفلسطينية وأبعادها عن المنافسات الحزبية التي لاتخدم القضية الوطنية الفلسطينية ، والعمل سويا بما يخدم الأسرة والمجتمع الفلسطيني بما يعزز التشبيك بين أفراد المجتمع الفلسطيني داخل فلسطين، وفي دول الشتات، والعنوان فلسطين ، وأيضا التركيز على فئة الشباب فهم الشريحة الأكبر في المجتمع وهم حماة الوطن وصناع المجد وبناء المستقبل بما يدعم المصالحة الوطنية ونبذ الإنقسام البغيض وإستعادة الوحدة بين أبناء الشعب الواحد ، بالأضافة الابتعاد عن كل ما يمس الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في الداخل والشتات وتجفيف منابع الفتنة الحزبية والفصائلية التي يسعى إليها البعض.
* فلسطنية لبنانية جنوبية والصمود والعنفوان يجمع ، كيف يعيشون أهل غزة عامة وخاصة في شهر رمضان فكل الأحداث نعلمها ولكن لنتعمق أكثر عن سوء الوضع ؟
_اصبح الآن كل شيء واضح بفضل وجود مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز، لم تعد معاناة شعبنا مبهمة كالسابق، بل نرى أن الناس جميعها ترى الآن مدى سوء الوضع الذي يعيشه أهل غزة من موت وذعر وجوع يفتك بهم بالأضافة إلى الخذلان الذي أدمى قلوبهم بسبب تخلي الحكام العرب عنهم ، كان الوضع سيء جدًا ، أما الآن فلقد أصبح مزري ويرثى له فالحرب التي يعيشها أهل غزة من أصعب الحروب التي مرت على العالم أجمع.
* عشتي وتعايشتي مع الوضع الفلسطيني المعاناة التي لا تغيب عن فكرك ؟
_كيف لا أعاني وحرمت من وطن لي فيه جذور وتاريخ فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس الشريف، وأهلنا هناك إلى الآن ينكل بهم وهم ما بين دمار وتشرد وأغتصاب وقتل الاطفال والنساء من عدو مرتزق فاجر جبان تدعمه أكبر دول العالم ، وطبعاً كوني أبنة الجنوب اللبناني عشت أصعب حالات الحرب المشؤومة في طفولتي وهو أستشهاد ابي واخوتي والكثير من الأصدقاء والأحبة وهذه معاناة ما زالت محفورة في ذاكرتي ، ومازلنا نعاني حتى هذا اليوم من همجية الطامعين حيث كل فترة وأخرى يتعرض الجنوب اللبناني لهجمات العدو الصهيوني أي إنه يفتقر للأمان على الرغم من أن سكان الجنوب اللبناني هم أكثر من يستحق العيش بسلام وأمان نظرًا لغلبة طابع الطيبة والمحبة لديهم.
*فلسطين ماذا تعني عندك؟
-تغنى بها الشعراء ونظم فيها اجمل الاشعار ،وعنها قيل البوصلة لن تتخطىء الطريق ستصل تشير إلى فلسطين ، إنها أرض الانبياء ومبعثهم عليها عاش أبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وسيدنا عيسى ، والكثير من الأنبياء ، وزارها الرسول محمد صل الله عليه وآله وسلم ليلة المعراج.
الشاعرة في سطور
كاتبة روائية مختصة بالشعر والأدب ، دراستها بعلوم الذات ولغة الجسد ، وكاتبة روايات قصيرة ومطولة ودواوين شعرية منها (إمرأة في بحر السنة) واكثر كتاباتها ودواوينها تصب في قضية أوطاننا الجريحة ، مستشارة تنمية تحت رقم معتمد -اعلامية ومسؤولة الثقافة في أسرة فلسطين وطن ، عضو في الإعلاميين العرب ، وعضو في اتحاد كتاب أدباء مصر وحاصلة على عدة تكريمات بالدراسات العربية وشهادات دكتوراه فخرية وحاصلة على عدة تكليفات كسفيرة لثقافة والسلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.