أبن العراق وحلم المونديال…

حارث احمد

 

 

 

كثيرة هي الألقاب البارزة في مسيرة الرمز عدنان درجال سواء مع  المنتخبات الوطنية والأندية ، إلا ان لقب “ابن العراق” ظل الأقرب الى قلبه والأغلى على الجماهير العراقية، التي تغنت باسمه أينما حل وارتحل.

 درجال الذي غادر العراق في منتصف تسعينيات القرن الماضي متوجهاً إلى قطر، حاملاً معه هموم العراق ونخيل دجلة والفرات الباسقات  عمل مدربا وإداريا وخبيراً في مختلف الأندية القطرية، وحقق شهرة واسعة وحياة مترفة.

لكن حب الوطن كان أقوى من كل شيء استجاب درجال لنداء العراق والجماهير المخلصة، تاركاً خلفه كل ما يتمناه المرء عاد ليخدم وطنه، وهذه المرة ليس كلاعب أو مدرب، بل كوزير للشباب والرياضة العراقية. تاركاً قميص الكرة بُرهة من الزمن

لم يلبث درجال طويلاً في منصبه كوزير، حتى تم انتخابة رئيساً لجمهورية كرة القدم .

ومن هنا ، بدأ الرجل الصلب والعنيد في إعادة ترتيب ملف الكرة العراقية الذي تشتت بفعل الديكتاتورية والحروب العبثية والأيادي الخفية التي لا تريد الخير للبلد وبعد هذه الأحداث التي عانت منها كرة القدم خلال سنوات طويلة من الاهمال والتقصير وضياع الكثير من الفرص بسبب تدخلات البعض من الطارئين وانصاف المتعلمين وحاملي الحقائب سواء قبل التغيير او بعده .

عاد ابن العراق  ليخدم وطنه بروح المحارب، مواصلاً مسيرته في خدمة الرياضة العراقية وإعادة بناء مستقبل أفضل لكرة القدم في بلده العراق .

لتبدا الرياضة العراقية عهدا جديدا من التطور والتقدم والازدهار حتى رست سفينة الأمل على شواطىء  رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي قدم الدعم الكامل واللا محدود حتى بدا القاصي والداني يستشعر حجم التغيير الكبير والغير مسبوق مُنذ تأسيس الاتحاد العراقي في العام ١٩٤٨  والذي انتشل الرياضية العراقية من واقعها المرير واخرجها من وحل التخبطات .

عهد جديد للكرة العراقية

عمل  عدنان درجال على تحسين العلاقات الدولية مع المؤسسات والجهات المعنية باللعبة مثل الفيفا والاتحاد الاسيوي والاتحادات الخليجية صاحبة اليد الطولى في القرار الدولي مما ساهم في عودة الثقة بين العراق ومحيطه الإقليمي

حتى جاء العام 2022 ليتم التعاقد مع المدرب الإسباني خيسوس كاساس لتدريب المنتخب الوطني وسط ضجيح ومهاترات اعلامية بين مادح وقادح ليبدأ الرجل الاسباني باعادة هيبة الكرة العراقية والعمل بصمت وبهذا اغلقت حقبة التشتت والضياع التي عانت منها الكرة العراقية بعد ان كان مختبرا للتجارب التدربية العقيمة

وبعد جهد كبير واستثنائي استطاع درجال من اقناع الاتحادات الخليجية  لتنظيم بطولة الخليج والفوز بلقبها في محافظة البصرة الفيحاء .

وبعد هذا الانجاز اتضح ان رئيس الاتحاد يعمل على بناء منظومة رياضية متكاملة لتتضح الصورة اكثر لدى المعنين والمختصين وخبراء اللعبة ان درجال اتجه نحو الاحتراف، حيث وضع خططا لتحويل الدوري العراقي الى دوري محترف بالكامل من خلال توقيع عقد شراكة مع رابطة الدوري الإسباني الليغا بحضور رئيسها خافير تيباس الى بغداد ليعمل في الوقت ذاته على تحسين البنية التحتية للرياضة العراقية من خلال تطوير الملاعب والمنشآت الرياضية لتكون جاهزة لإستضافة الفعاليات الرياضية المحلية والدولية  ولتعزيز الاحترافية سعى جاهدا لإدخال تقنية الفيديو الڤار في الدوريات العراقية وإقامة ورش تدريبية لتطوير الحكام خارج العراق لتحسين جودة التحكيم في الدوري العراقي

 تأهل العراق لمونديال 2026 يأتي من بوابة دوري المحترفين،

ان توجه الكرة العراقية نحو اوربا وتحديدا اسبانيا لإقامة دوري المحترفين بدات تأتي بثمارها من خلال النتائج الجيدة لأسود الرافدين في تصفيات كأس العالم لذلك  المطلوب هو شد العزيمة وتجاوز الماضي بكل أشكاله والعمل على الحاضر الإيجابي والمستقبل المُشرق والتحضير للمبارتين القادمتين أمام فلسطين المثابر والشمشون الكوري علينا أن لا نضيع الفرصة التاريخية وان نرتقي بمستوانا ونشد من عزمنا لإكمال المشوار في مجموعتنا الآسيوية وان نتصدرها بكفاءة وعزم واقتدار ونعيد للكرة العراقية بريقها وسطوتها التي غابت طويلاً

تحية كبيرة للمبدعين جميعا من جماهير مخلصة وطاقم فني ولاعبين وإعلام مهني محب لوطنه والى انتصارات قادمة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.