المعادلات الخارجية في ظل اختيار الحاكم السياسي )

بقلم الباحث علي السلامي

 

 

 

 

من خلال المشاهدات والمتابعات الدورية المستمرة لمجمل الأنظمة الحاكمة حول العالم من شرقية وغربية بكل أشكالها وألوانها الفكرية سواء أكانت هي في طبيعتها الآيدلوجية ملوكية وأميرية ،أو جمهورية وبرلمانية .، نعم يعتقد البعض من الباحثين والمتخصصين في مجال العلوم السياسية أن نجاح المسؤول السياسي في موقع من المواقع السياسية هو دافع حقيقي على بقائة في الحكم لاطول فتره سياسية حاكمة .،ولاشك وإن كان ذلك القول العلمي المحترم صحيح في دول العالم المنعزل كليا عن برامج التأثير المباشر وغير المباشر الداخلي والخارجي .، لكن أيضا احيانا يحدث العكس من ذلك مادام نجاح المسؤول السياسي (التنفيذي )في موقع ما في الدول النامية ذات التأثيرات الكبيرة يتحدد وفق مسارات اعتبارية سارت عليها انظمة الحكم منذ أول مراحل تشكيل النظام – اي هناك معادلات داخلية وخارجية هي الفيصل النهائي في اختيار الحاكم وآلية الحكم – حتى إن تصاعدت وتعالت اصوات الشعوب والمجتمعات المطالبة بالتغيير السياسي ((الشعب يريد إسقاط النظام ))فالشعوب تنتصر في نهاية المطاف، مادامت هكذا هي سنن التاريخ .. لكن في بداية الامر قد تحدث انعطافات وانعكاسات سلبية غير متوقعة في طريقها الطويل كما هو الحال في ثورات الربيع العربي وغيرها.، كيف ان المعادلات الخارجية هي الفيصل في حسم المشهد السياسي هناك .، وخصوصا مع شديد الأسف ذلك المنهج هو اكثر وضوحا في الآونة الاخيرة عندما تصاعدت وتعالت المعادلات الخارجية عن السابق القريب والبعيد .، مثال على ذلك الوضع العراقي الذي نحن عليه الآن .، هو تتحكم فيه ثلاث معادلات جوهرية لا تخفى عن الشعب العراقي _ داخلية إقليمية وخارجية دولية معروفة للجميع.، اولا النجف الاشرف معادلة المرجعية الدينية العليا صاحبة التمثيل الديني الاكبر لدى الشعب العراقي .، ثانيا معادلة الإقليم المجاور للعراق والتي تتمثل في معادلة الجمهورية الإسلامية التي هي دولة لها امتدادات عقائدية إسلامية مع العراق فضلا عن الامتداد العقائدي الجعفري الذي يجعلها تدخل في ساحة الأحداث إن دعت الضرورة القصوى .، مثل أحداث د11عش ) فهي كانت ولازالت تدخل ساحة الأحداث من خلال ذلك المنطلق .؟ فضلا عن تركيا والسعودية والكويت .؟ ثالثا معادلة الولايات المتحدة الأمريكية ) وهي المعادلة الاكبر من بين المعادلات الداخلية والاقليمية ، وذلك لأنها صاحبة التأثير السلبي السياسي -العسكري – الاقتصادي – الاجتماعي – فنجاح المسؤول في موقع ما لا يتحدد وفق مسارات النجاح إن كان واقع البلد يقبع تحت برامج التأثير السلبي المعاكس مع رغبة الشعوب والمجتمعات الهادفة للتغير والخلاص .؟ كما إن اراد المسؤول البقاء في ذات الموقع ،فمعنى ذلك ذهابة خلف المعادلات الإيجابية والسلبية ، وهنا لا يحقق نجاح يصب في صالح الشعوب والمجتمعات ، وهو فشل لا يستحق عليه التجديد التلقائي .؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.