زيارة الأربعين وعهد الصادقين )

بقلم علي السلامي ،،

 

 

 

 

 

 

لمسنا جليا صورة ناصعة البياض من خلال زيارة الأربعين الكبيرة التي هي زيارة دينية وإنسانية تجمع شعوب ومجتمعات اقطار العالم الشرقي الاشتراكي المختلف فكريا ، مع شعوب ومجتمعات اقطار العالم الغربي الرأسمالي المختلف فكريا .،
لذا نقول لا يمكن الفراق الواقعي الدائم مابين الشعوب والمجتمعات مهما تعاظمت السياسات الخاطئة ومهما تشابكت المصالح الفوقية .، ومهما سارت الاجندات العنصرية على مسارها الطويل _ وذلك بسبب بسيط هو يتبين في تلك القرينة الواقعية الثبوتية التي لا يقدر على لانكارها اي عاقل سليم يتمتع بقدرة فكرية إستقرائية تحليلية إنصافية في كل ما يحصل من متحولات ومتغيرات تطرح على الساحة الإنسانية- قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات:13] ._
ومن الواضح ان من خلال الخطاب القرآني لعامة الناس ، نجد لا يكمن الفراق الواقعي مابين الشعوب والمجتمعات مادامت هي متحدة وفق عقائد وروابط دينية وإنسانية (( يقول سيد الإنسانية ورائدها بعد رسول الله ص _ الناس صنفان أما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق )) لكن يمكن الفراق الواقعي مابين الأنظمة السياسية بسبب طبيعة السياسات الخاطئة التي تقوم بها في طبيعة كل نظام سياسي (داخليا) وبسبب ما ينتج عن طبيعة السياسات في واقع العلاقات والتوازنات الدولية( خارجيا )
وتلك السياسات الخاطئة في طبيعة الأنظمة السياسية والعلاقات السياسية الدولية التي تقوم بها حكومات الشعوب والمجتمعات سواء أكان ذلك سابقا أو حاضرا_ هي من تسبب أحيانا فراق وقتي غير واقعي مابين الشعوب والمجتمعات خارج عن الطبيعة الإنسانية التي أرادها الله تعالى بين البشرية) كالذي حصل مابين الشعب والمجتمع العراقي وباقي الشعوب والمجتمعات الأخرى ايام الحكم الصدامي الدموي الذي جاء فيه الصراع الإقليمي والدولي الخارج عن إرادة وسلطة الشعب العراقي _

كما هو الخارج عن إرادة وسلطة الشعوب والمجتمعات الإقليمية والدولية) التي هي ليست معنية بصورة مباشرة في كل ما يجول في عقول انظمتها السياسية وحكوماتها التي جاءت وعتدت على العراق والشعب العراقي ((بالتجويع الاقتصادي)) .. ((والترويع العسكري الإجرامي)) _ وعندما نقول فراق وقتي يحصل أحيانا مابين الشعوب والمجتمعات .. فهو ينتهي مع بزوغ اول حملات الترابط الإنساني الواقعي الحقيقي_ كحملات الترابط الإنساني ، الحاصلة في ايام الحج العبادي التي هي تجمع اقطار الشرق والغرب في مكان وزمان واحد لأجل أداء وظيفة عبادية واجبة _ أو ايام زيارات المعصومين ع التي تجمع أغلب شعوب ومجتمعات العالم في ترابط إنساني واقعي حقيقي،، ولنا في زيارة الأربعين الكبيرة التي مثلت بعد ديني عظيم القدر الديني مابين المذاهب الإسلامية ، وبعد إنساني عظيم الشرف مابين الديانات السماوية الأخرى .؟

يتبع لاحقاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.